إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
شرح كتاب الآجرومية
133731 مشاهدة print word pdf
line-top
النوع الأول: الفعل الماضي

...............................................................................


الماضي: فعل وقع وانقطع، فعل قد مضى، لا سبيل إلى تداركه، قد حصل فإذا قلنا مثلا : قد جلس: الجلوس قد حصل، أو قام: القيام قد حصل، أو ذهب: الذهاب قد حصل، قد وقع. هكذا هو مفتوح الآخر أبدا، وليس فتحه إعرابا، ولكنه مبني على الفتح. هذا الأصل. وسواء كان ثلاثيا، نحو: دخل، أو رباعيا نحو: دحرج- أربعة حروف- أو خماسيا: نحو انطلق- خمسة حروف- أو سداسيا نحو: استخرج- ستة حروف.
هذا هو الفعل الماضي، أنه مفتوح الآخر أبدا، وأقله ثلاثة أحرف، والحرف الأول يسمى: فاء الفعل والأوسط يسمى عين الفعل، والأخير يسمى لام الفعل. هكذا ذكروا؛ لأنه يبنى على وزن فَعَلَ، فكل ما كان من الأفعال ماضيا فإنه يقال عينه كذا، وفاؤه كذا، ولامه كذا. ذكروا أنه تارة يكون معتل الآخر، نحو: صلى، وزكى، وتارة يكون مضعفا، نحو: ردَّ، وجبَّ، وحنَّ، حن يَحِنُّ، ما تُكْتَبُ إلا حرفين، ولكن الحرف الأخير مُضَعَّفٌ، فهو بمنزلة حرفين. الأصل فيه أنه: ثلاثة أحرف، والحروف الزائدة تسمى زوائد، ما زاد على الثلاثة فإنه يعتبر من الزوائد. الفعل الرباعي يقال: وزنه فَعْلَلَ، فتُكَرَّرُ اللام، دحرج: على وزن فَعْلَلَ، وانطلق: على وزن انفعل، استخرج: على وزن استفعل.
فالحروف الزوائد يؤتى بها مع الفاء والعين واللام، تسمى حروفا زوائد. عندنا في استخرج: الألف زائدة، والسين، والتاء؛ لأن أصل الفعل من الخروج: خرج، فلما زِيدَ فيه قيل: استخرج، فلما ذكرنا وزنه قلنا: استفعل، فهو في الأصل ثلاثي، الفاء والعين واللام، بهم توزن الأفعال. ويتكلمون على وزنها، وزن فعل يفعَل. ويسمى: البناء والصرف. وله موضع آخر، يعني يتكلم عليه على وزن الأفعال وتصريفها.
والحاصل أن الفعل الماضي هو الفعل الذي قد انتهى وقد وقع، وعلامته أن تدخل عليه قد، وتسمى حرف التحقيق، إذا قلت: قد حصل، قد دخل، قد خرج. ولكن قد أيضا تدخل على الفعل المضارع الذي تدل معه على أنه يمكن وجوده، ويمكن أن لا يوجد، أو أنه موجود ولكن أنه يدل على الاستمرار، مثل قوله: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ قَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فدخلت قد على المضارع؛ لتدل على أن الفعل وقع، وأنه لا يزال واقعا- يعني مستمرا. وهذا تعريف الفعل الماضي، الفعل الماضي هو الذي وقع وانقطع.

line-bottom